بعد جولته العالمية، يحط فيلم :"روحي" ،للمخرجة جيهان شعيب ،رحاله في العاصمة اللبنانية ،وسيتم عرضه في مجموعة من الصالات السينمائية ابتداء من 22 تموز المقبل.
الفيلم من اخراج جيهان شعيب وبطولة الممثلة الايرانية جولشیفته فراهاني بدور "ندى"، الممثل ماكسيميليان سيويرين بدور "سام"، فرانسوا نور بدور "جلال"، ميراي معلوف بدور "العمة نور"، جوليا قصار بدور "كوليت" ومحمد عقيل بدور "كوستا".
شارك الفيلم ضمن مهرجانات سينمائية عدة منها :"مهرجان طريق الحرير السينمائي"، "بانوراما الفيلم الأوروبي"، "ميونيخ السينمائي الدولي"، "مهرجان الفيلم اللبناني"، "مهرجان دبي السينمائي الدولي" و"مهرجان بوسان السينمائي الدولي".
قصة العمل
يتناول الفيلم بحسب المخرجة ،قصة الفتاة الشابة "ندى" ،التي عاشت طفولتها في لبنان حتى سافرت إلى فرنسا مع والديها، لتتعلم وتنشأ هناك. ولكن لسببٍ ما في نفسها،تعود ندى لتبحث في الماضي عن هويتها الحقيقية، هويتها التي نشأت عليها وليست التي اكتسبتها من حياتها بفرنسا.
تعود ندى إلى لبنان لتشعر بالغربة هناك، كالأجنبية تطوف في الشوارع، كغريبة يتعامل معها الناس، كل شيء يوحي بالاغتراب، إلا بيت جدها القديم الذي نشأت فيه. فتبدأ رحلتها بالبحث عن سر اختفاء جدها الغامض، وهي تشعر بأن لجيرانها دخل في ذلك.
في الوقت نفسه ،يرسل والدها من فرنسا شقيقها "سام"، في مهمة لبيع المنزل القديم، لا يخبرها "سام" بالأمر ويحاول التصرف دون علمها، وفي تصاعد الأحداث تعلم نيته لبيع المنزل، فينشأ بينهما صراع. يؤمن سام بأن لا مكان له بلبنان، بينما تؤمن ندى بأن لبنان هو البيت والذكريات هو الوطن الذي لا مفر منه.
ينتهي الأمر بينهما إلى البحث عن الجد، رحلة طويلة وشاقة من البحث في الماضي، تضع ندى بين قرارين، أما البقاء في الوطن، أو العودة إلى فرنسا.
المخرجة جيهان شعيب
تفسر مخرجة الفيلم عملها بانه يمثل العودة أو الحنين التي لا تعني فقط الوطن، أو البيت، وقالت :" شعورك تجاه الحيطان التي تقطر ماءً، والألوان الباهتة، وتلك الحديقة التي تتحول للخراب، والبيت الذي أصبح مهجوراً، شعورك بأن كل شيء انهار، ينادي بداخلك: روّحي! ولكن إلى أين؟".
وربطت المخرجة جيهان شعيب اختفاء الجد بالحرب الأهلية في لبنان، وتقول جيهان "كانت لديّ رغبة لمواجهة الحرب الأهلية في لبنان، ذلك النسيان الجماعي الذي أصاب الوطن، فأثناء الحرب الأهلية اختفى ما يقارب من 17 ألف مواطن، فهل أصبحوا فقط تحت التراب، أما ما زالوا على قيد الحياة؟ لا يصح أن نبكي عليهم ونندب، وهذا بالضبط ما تحاول ندى التأكد منه بالبحث عن جدها المفقود".
وقالت :" ما هو مرعب في الحرب الأهلية أن كلنا مذنبين، حتى الذين لم يرتكبوا أي جريمة، حتى الأطفال، فمن قذارة الحرب وقسوتها ينتشر ذنبها في كل مكان، لنظل جميعاً مشتركين في الذنب. وبعد انتهاء الحروب، يعيش القتلة، يتم تصنيفهم كالأبطال أو كالمجرمين وفقاً لوجهة نظرك، وفي النهاية تحتك أكتافك بهم لأنهم أصبحوا جيرانك الجدد".
وأضافت:" لا توجد حقيقة مطلقة، اليوم أصبح من المستحيل تقريباً الحديث عن هذه الحرب بشكل جماعي متسق، فليس هناك نسخة يقبلها الجميع، لا يوجد كتاب تاريخي يقرأه الشباب، كلٌ له نسخته الخاصة، والكل يخاف إعادة فتح الجروح، أو إشعال الفرقة من جديد، فقط الفن والخيال يمكنه عرض هذه القضايا بحرية".
أما عن فريق العمل، فتكشف المخرجة سبب اختيارها للممثلة الإيرانية جولشیفته فراهاني وتقول: "كنت مؤمنة إيماناً مطلقاً بالقوة في وجهها، المزج بين الملامح القوية والوجه البشوش والذي يعطينا رابطاً للوصول إلى عالمها الداخلي".
وأضافت:" جولشيفته لها حضور قوي وغير عادي، غموضها، شفافيتها، نقاءها في التمثيل كان مثل السحر، وسحرها هذا أطلق الفيلم خارج حدود الواقعية، وأصبحنا ليس فقط ننظر إلى شخصية ندى، ولكن أصبحنا ننظر إلى روحها".
وعن الممثل ماكسيميليان سيويرين تقول:" لقد كان مفاجأة بالنسبة الي، فهو بالضبط مثل سام، فرنسي من أصل لبناني، لا يتقن العربية حين يذهب إلى لبنان، يحاول الانخراط في مناقشات مع أناس يحملون ثقافات مختلفة، لقد أقنعني بأن أختاره في دور الأخ الأصغر لندى".
عن اختيارها للممثل فرانسوا نور تقول المخرجة :"فرانسوا لم يكن أبداً واحداً من فريق عمل الفيلم، ولكني كنت أبحث عن شخص يجعلني أفكر في الفيلم مثل بازوليني، ولقد أثبت لي فرانسوا أنه ممثل رائع وبسيط، ولديه عمق في تمثيله وتواضع يجعل منه ممثلاً على طبيعته".